الرئيسية
أحدث الصور
شــــات شايل همي لكل اعضاء وزوار المنتدي 
![[b]يوحنا الأرمنى وأيقوناته القبطية .. فنان فى القاهرة العثمانية 29 يوليو 2010[/b] Empty](https://2img.net/i/empty.gif)
the sad الجمعة يوليو 30, 2010 3:01 pmشهد القرن الثامن عشر غزارة غير مسبوقة فى إنتاج الأيقونات حتى إن معظم الكنائس والأديرة لا تخلو من عشرات الأيقونات التى أنتجت فى هذا القرن، والواقع أنه حتى الآن لا يوجد حصر دقيق لعدد أيقونات القرن الثامن عشر، ولكن على سبيل المثال تحتفظ كنيسة أبو سيفين بمصر القديمة بأكثر من مائة أيقونة، والكنيسة المعلقة بالمنطقة ذاتها تحتفظ باكثر من ستين أيقونة، فإذا كنا نتحدث عن عدد الكنائس والأديرة فى مصر، التى شهدت تعميرا وترميما فى هذا القرن فإن عدد الأيقونات التى تعود إلى هذا القرن تتخطى على أقل تقدير الألف أيقونة، وكان هذا الكم الكبير من الأيقونات سببا لطرح أسئلة مهمة حول هذه الفترة، واحد هذه الأسئلة يتعلق بتفسير سبب هذه الظاهرة وبروزها فى وقت معين، والظروف التى شجعت مثل هذا الإنتاج الكثير، هذا ما يجيب عنه الكاتب مجدى جرجس فى كتابه " يوحنا الأرمنى وأيقوناته القبطية.. فنان فى القاهرة العثمانية"، والذى صدر عن سلسلة الفنون التابعة لمكتبة الأسرة .
ويقع هذا الكتاب فى حوالى 240 صفحة، وينقسم إلى خمسة فصول هى: سياق ظاهرة انتشار الأيقونات وزيادة الطلب عليها فى مصر، إنتاج الأيقونات وتطوره قبل يوحنا الأرمنى، الجالية الأرمنية فى مصر، السيرة الذاتية ليوحنا الأرمينى، الأعمال المعروفة ليوحنا الأرمنى، ومرفق بالكتاب ملحق خاص بالوثائق والمصادر والمراجع، هذا إلى جانب ملحق للصور وشرح لكل صورة .
سبب ندرة الأيقونات أو انعدامها قبل القرن 18
ويوضح الكتاب أن سبب ندرة الأيقونات أو انعدامها قبل القرن 18 الميلادى يرجع إلى عاملين، أولهما هو التخريب والهدم للكنائس والأديرة، الذى حدث فى القرنين 14 و15 الميلاديين، وبالتالى شمل هذا التخريب الأيقونات والمنتجات الفنية الأخرى، أما العامل الثانى فهو استخدام الأيقونات القديمة فى عملية إعداد زيت الميرون، وذلك باستخدامها كوقود لإعداد هذا الزيت المقدس، حيث ترفع الأيقونات القديمة التى تمسطت معالمها، بسبب دخان الشموع الموقد أمامها وتحفظ فى مكان مناسب إلى حين استخدامها فى عملية إعداد الميرون، والواقع فإن ندرة الأيقونات وليس انعدامها قبل هذا التاريخ مرتبط بالتوقف التام عن تجديد أو ترميم هذه الكنائس أو الأديرة منذ أواخر العصر المملوكى وحتى منتصف القرن 17 الميلادى، أما الزيادة فى رسم الأيقونات فى القرن 18 الميلادى ارتبطت بالحركة الهائلة لترميم وتعمير وإعادة بناء معظم الكنائس والأديرة.
دور الأعيان فى رعاية الفن وبناء الكنائس
يكشف الكتاب عن جوانب اجتماعية مختلفة فى قاهرة القرن 18 الميلادى مقدما للقارئ صفحة فى التاريخ القبطى، غير أنه ليس التاريخ القبطى المعتاد للبطاركة والشهداء، وإنما تاريخ يستحضر سكان القاهرة المدنيين، حيث يبرز الدور المهم الذى لعبه الأعيان من خلال رعايتهم للفن وبناء الكنائس العديدة، وهذا ما أتاح ليوحنا الأرمنى ممارسة نبوغه فى إنتاج غزير إلى هذا الحد، فالزائر للكنائس القديمة بالقاهرة سواء فى حارة الروم أو حارة زويلة، أو كنائس منطقة مصر القديمة سيدهش بالكم الكبير للأيقونات الرائعة التى تزين حوائطها واحجبة الهياكل، وإذا تأمل الكتابات والتواريخ المسجلة على هذا الأيقونات سيدهش بالأكثر، كون أن معظم هذه الأيقونات يعود إلى القرن 18 الميلادى، ومن أكثر الأسماء المسجلة تكرارا على هذه الأيقونات هو يوحنا الأرمنى .
الوجود الأرمنى فى مصر
إن الوجود الأرمنى فى مصر قديم، حيث يذكر مجدى جرجس أنه يعود إلى العصر الفاطمى، خاصة فترة الوزير بدر الجمالى الأرمنى الأصل والذى اصطحب معه عددا كبيرا من الأرمن إلى مصر، وبدأ الوجود الأرمنى يأخذ طابعه الدينى فى الفترة ذاتها تقريبا. حيث زار أحد الرهبان الأرمن برية وادى النطرون وسكن بها، ثم جاء بطريرك الأرمن أغريغوريوس الثانى إلى القاهرة، وتقابل مع البطريرك القبطى وتبادلا الاعتراف بالإيمان المشترك، وأسس بطريرك الأرمن الوجود الرسمى للكنيسة الأرمنية فى مصر عام 1088 م وفى الوقت ذاته تقريبا تأسس دير الأرمن بمنطقة وادى النطرون بإقليم البحيرة الذى استمر وجوده حتى القرن 14 الميلادى .
يوحنا الأرمينى أكثر شهرة وأغزر إنتاجا
يوحنا الأرمنى فنان عاش فى مصر فى القرن 18 ، هذا ما يذكره الكتاب، وهو ينتمى إلى جالية أرمنية استقرت فى القاهرة منذ زمن بعيد فى القرن العاشر الميلادى، وساهمت فى نواحى متعددة من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أيضا، وتفاعلت واندمجت مع المجتمع المصرى، خاصة مع الأقباط، إلى الدرجة التى جعلت أحد أعضائها المكانة الأولى بين رسامى الأيقونات القبطية، على الرغم من وجود عدد من رسامى الأيقونات فى تلك الفترة مصريين وأرمن وشوام وأروام، فإن يوحنا الأرمينى هو أكثرهم شهرة وأغزرهم إنتاجا، ودراسة حياة يوحنا الأرمنى تعد مدخلا مناسبا لكتابة جانب مهم من تاريخ الأرمن فى مصر فى العصر العثمانى، كما أنها تعد مدخلا مناسبا أيضا للتأريخ للثقافة والفن القبطى وهى أخيرا تقدم لنا بعض التصورات عن حياة الفنانين فى تلك الفترة وأوضاعهم الاجتماعية .
تراث ضخم من الأيقونات والمخطوطات
ولم يغفل الكتاب سيرة إبراهيم الناسخ ذلك الفنان المصرى الذى كان معروفا فى المجتمع القبطى قبل ظهور حنا الأرمنى، ويظهر ذلك من خلال اشتراكه عام 1732 فى تدشين كنيسة يوحنا المعمدان والملاك ميخائيل بدير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، ولكن أول ظهور ليوحنا الأرمنى كان عام 1742 ، وربط بينهما العمل المهنى، حيث ارتبط اسمهما معا فى إنجاز أعمال مشتركة كثيرة، وقد تركا لنا تراثا ضخما من الأيقونات والمخطوطات المنتشرة فى كنائس وأديرة مصر، وللأسف لا يوجد حصر دقيق للأيقونات أو موضوعاتها قبل وبعد يوحنا الأرمنى حتى نتمكن من مقارنة الموضوعات التى رسمها مع الموضوعات المألوفة فى الكنيسة القبطية، أو إذا كان أعاد إنتاج هذه الموضوعات القديمة بأسلوب حديث.
ويقع هذا الكتاب فى حوالى 240 صفحة، وينقسم إلى خمسة فصول هى: سياق ظاهرة انتشار الأيقونات وزيادة الطلب عليها فى مصر، إنتاج الأيقونات وتطوره قبل يوحنا الأرمنى، الجالية الأرمنية فى مصر، السيرة الذاتية ليوحنا الأرمينى، الأعمال المعروفة ليوحنا الأرمنى، ومرفق بالكتاب ملحق خاص بالوثائق والمصادر والمراجع، هذا إلى جانب ملحق للصور وشرح لكل صورة .
سبب ندرة الأيقونات أو انعدامها قبل القرن 18
ويوضح الكتاب أن سبب ندرة الأيقونات أو انعدامها قبل القرن 18 الميلادى يرجع إلى عاملين، أولهما هو التخريب والهدم للكنائس والأديرة، الذى حدث فى القرنين 14 و15 الميلاديين، وبالتالى شمل هذا التخريب الأيقونات والمنتجات الفنية الأخرى، أما العامل الثانى فهو استخدام الأيقونات القديمة فى عملية إعداد زيت الميرون، وذلك باستخدامها كوقود لإعداد هذا الزيت المقدس، حيث ترفع الأيقونات القديمة التى تمسطت معالمها، بسبب دخان الشموع الموقد أمامها وتحفظ فى مكان مناسب إلى حين استخدامها فى عملية إعداد الميرون، والواقع فإن ندرة الأيقونات وليس انعدامها قبل هذا التاريخ مرتبط بالتوقف التام عن تجديد أو ترميم هذه الكنائس أو الأديرة منذ أواخر العصر المملوكى وحتى منتصف القرن 17 الميلادى، أما الزيادة فى رسم الأيقونات فى القرن 18 الميلادى ارتبطت بالحركة الهائلة لترميم وتعمير وإعادة بناء معظم الكنائس والأديرة.
دور الأعيان فى رعاية الفن وبناء الكنائس
يكشف الكتاب عن جوانب اجتماعية مختلفة فى قاهرة القرن 18 الميلادى مقدما للقارئ صفحة فى التاريخ القبطى، غير أنه ليس التاريخ القبطى المعتاد للبطاركة والشهداء، وإنما تاريخ يستحضر سكان القاهرة المدنيين، حيث يبرز الدور المهم الذى لعبه الأعيان من خلال رعايتهم للفن وبناء الكنائس العديدة، وهذا ما أتاح ليوحنا الأرمنى ممارسة نبوغه فى إنتاج غزير إلى هذا الحد، فالزائر للكنائس القديمة بالقاهرة سواء فى حارة الروم أو حارة زويلة، أو كنائس منطقة مصر القديمة سيدهش بالكم الكبير للأيقونات الرائعة التى تزين حوائطها واحجبة الهياكل، وإذا تأمل الكتابات والتواريخ المسجلة على هذا الأيقونات سيدهش بالأكثر، كون أن معظم هذه الأيقونات يعود إلى القرن 18 الميلادى، ومن أكثر الأسماء المسجلة تكرارا على هذه الأيقونات هو يوحنا الأرمنى .
الوجود الأرمنى فى مصر
إن الوجود الأرمنى فى مصر قديم، حيث يذكر مجدى جرجس أنه يعود إلى العصر الفاطمى، خاصة فترة الوزير بدر الجمالى الأرمنى الأصل والذى اصطحب معه عددا كبيرا من الأرمن إلى مصر، وبدأ الوجود الأرمنى يأخذ طابعه الدينى فى الفترة ذاتها تقريبا. حيث زار أحد الرهبان الأرمن برية وادى النطرون وسكن بها، ثم جاء بطريرك الأرمن أغريغوريوس الثانى إلى القاهرة، وتقابل مع البطريرك القبطى وتبادلا الاعتراف بالإيمان المشترك، وأسس بطريرك الأرمن الوجود الرسمى للكنيسة الأرمنية فى مصر عام 1088 م وفى الوقت ذاته تقريبا تأسس دير الأرمن بمنطقة وادى النطرون بإقليم البحيرة الذى استمر وجوده حتى القرن 14 الميلادى .
يوحنا الأرمينى أكثر شهرة وأغزر إنتاجا
يوحنا الأرمنى فنان عاش فى مصر فى القرن 18 ، هذا ما يذكره الكتاب، وهو ينتمى إلى جالية أرمنية استقرت فى القاهرة منذ زمن بعيد فى القرن العاشر الميلادى، وساهمت فى نواحى متعددة من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أيضا، وتفاعلت واندمجت مع المجتمع المصرى، خاصة مع الأقباط، إلى الدرجة التى جعلت أحد أعضائها المكانة الأولى بين رسامى الأيقونات القبطية، على الرغم من وجود عدد من رسامى الأيقونات فى تلك الفترة مصريين وأرمن وشوام وأروام، فإن يوحنا الأرمينى هو أكثرهم شهرة وأغزرهم إنتاجا، ودراسة حياة يوحنا الأرمنى تعد مدخلا مناسبا لكتابة جانب مهم من تاريخ الأرمن فى مصر فى العصر العثمانى، كما أنها تعد مدخلا مناسبا أيضا للتأريخ للثقافة والفن القبطى وهى أخيرا تقدم لنا بعض التصورات عن حياة الفنانين فى تلك الفترة وأوضاعهم الاجتماعية .
تراث ضخم من الأيقونات والمخطوطات
ولم يغفل الكتاب سيرة إبراهيم الناسخ ذلك الفنان المصرى الذى كان معروفا فى المجتمع القبطى قبل ظهور حنا الأرمنى، ويظهر ذلك من خلال اشتراكه عام 1732 فى تدشين كنيسة يوحنا المعمدان والملاك ميخائيل بدير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، ولكن أول ظهور ليوحنا الأرمنى كان عام 1742 ، وربط بينهما العمل المهنى، حيث ارتبط اسمهما معا فى إنجاز أعمال مشتركة كثيرة، وقد تركا لنا تراثا ضخما من الأيقونات والمخطوطات المنتشرة فى كنائس وأديرة مصر، وللأسف لا يوجد حصر دقيق للأيقونات أو موضوعاتها قبل وبعد يوحنا الأرمنى حتى نتمكن من مقارنة الموضوعات التى رسمها مع الموضوعات المألوفة فى الكنيسة القبطية، أو إذا كان أعاد إنتاج هذه الموضوعات القديمة بأسلوب حديث.
